سماحة الشيخ ابراهيم النصيراوي
الإمام الراحل مشاهدات وذكريات
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
فقد كان (قدس سرّه) إماماً للشيعة ومرجعنا الاكبر وكل منا يتمنى لو يحضى برؤياه ويقبّل يده الكريمة وأنا بالاضافة إلى الشوق العام الموجود عندي كفرد مسلم شيعي يتمنى رؤية مرجعه اضافة إلى هذا الشوق العام هناك شوق خاص وعلاقة خاصة تولدت كما بينت من حكم وضعي في الحوزة العلمية وعلاقاتي وبعض القابليات التي منّ الله بها عليّ هناك، بدأت لي علاقة مع اولاده(حفظهم الله) وكانت تربطني علاقة خاصة ومتميزة بالشهيد السعيد السيد محمد تقي الخوئي(قدس سرّه) ودرست عنده فترة طويلة من الزمن درست عنده اللمعة الدمشقية تقريباً أكثر أجزاءها حضرت عنده وهذا الرجل كان يحترمني احتراماً كبيراً وكنت اتردد على مكتب الإمام (البراني) يومياً ولو لعشر دقائق او ربع ساعة بعد ذلك تم بناء مدرسة دار العلم للإمام الخوئي وبحكم علاقتي مع السيد الشهيد السيد محمد تقي (رحمه الله) اختارني مديراً لهذه المدرسة وكان الظرف قاسياً جداً لا يوصف والملاحظات والمتابعات على أوجهها ويعتبر هذا العمل ومن هذا النوع مجازفة ولكن توكلت على الله تبارك وتعالى واستجبت للمرجعية ، واذا كنا نتخلى عنها فمن الذي يكون إلى جانبها في ذلك الظرف فاستجبت وتوليتُ إدارة مدرسة دار العلم منذ ذلك الحين إلى حين هدمها وبعد مدة من ممارستي لادارة المدرسة قرر الإمام الخوئي(قدس سرّه) ان ينشيء مكتبة اسلامية عامة تضم المطبوعات والمخطوطات وأوكل المهمة إلى ولده السيد محمد تقي الخوئي الذي كما اعرفه صاحب المهمات وفعلاً بدأ في شراء الكتب وتجميعها في السرداب الموجود في مدرسة دار العلم وأوكل مهمة ترتيب المكتبة لي ايضا وبطبيعة الحال وانا طالب علم ومنشغل في الدراسة والتدريس فقلت له أنا احتاج إلى كادر يعمل وانا مشرف ولا استطيع أن اتولى العمل بنفسي لاني جئت إلى النجف لغاية طلب العلم والدرس فقال لي ما تفعله انت نحن نقبل به، انت تصرف كيفما تشاء نحن نريد مكتبة، وفعلاً طلبت بعض الاخوة الذين اعتمد على عملهم في المكتبة وقمنا بترتيب الكتب بترتيب دقيق باشرافي وكان يعمل في المكتبة خمسة اشخاص بين مجلد ومنظم وبين مدقق وكاتب وهكذا صارت الكتب تتوالى علينا شراء في فترة تقريباً سبع سنوات اجتمع عندنا من المطبوعات ما يقرب من ثلاثين الف مجلد وما يقرب من ثلاثة آلاف وخمسمائة من روائع المخطوطات ونظمناها بشكل دقيق جداً حتى ان مدير مطبوعات العراق زار النجف وزار مكتبتنا وكانت في دور الانشاء واطلع عليها وكان معه الكادر الذي يعمل معه حيث ذهل لهذا التنظيم الرائع الذي شاهده من تصنيف الكتب حسب العلوم والمواضيع وذهل حينما علم ان هذا الكادر الذي يعمل في هذه المكتبة هو كادر حوزوي لم يتخرج من معهد خاص في المكتبات فاثنى ومدح وانا لم اكن حاضراً وقت زيارته وانما نقل لي السيد محمد تقي الخوئي (رحمه الله) عن وجهة النظر وكان السيد معجباً بهذا العمل لقد كانت مكتبة عامرة ولكن ذهبت كما ذهب الكثير من تراثنا في النجف الاشرف ولم يبق منها الا الجزء القليل اشتدت علاقتي مع الإمام الراحل وطلب مني ان انظم مكتبة بيته مع الكادر الموجود معي ، والسيد الخوئي(رحمه الله) كان عنده دقة وعنده روحية خاصة مع ان مكتبة بيته لم تكن كبيرة ولكن اراد تنظيمها فهو كان يحب التنظيم في كل شؤون حياته وبالفعل اخذت الكادر وذهبنا هناك وكنت في بعض الايام اتلكأ في الذهاب نتيجة للظروف وكان السيد(رحمه الله) يوصل لي كلاماً عن طريق ولده السيد محمد تقي في ان هذه المكتبة متى تكتمل ، والحمد لله اكملت الترتيب فيها وكان حينما يفقد كتاباً تغير رقمه يتصلون بي في البيت ، في أنه السيد يقول اين الكتاب الفلاني فآتي إلى الكوفة واخرج له الكتاب ويرتاح ويطمأن، بدأت علاقتي تقوى مع السيد الخوئي ولمست فيه التواضع والخلق والمحبة لطلبة العلوم الدينية والروحية المتفتحة المتواضعة الخاصة وهكذا ازدادت علاقتي به حيث في أوائل التسعين توفي المرحوم السيد مرتضى النقشواني مدير مكتب السيد في الكوفة وهو كان يشغل ادارة المكتب وكانت في غاية الاهمية باعتبار كثرة مايرد من زوار ومن اصحاب أسئلة أي مختلف الشرائح من العالم الاسلامي يردون إلى هذا المكتب للسؤال والاستفسار وغير ذلك فلما توفي السيد مرتضى النقشواني فانا اخترت ان اكون بديلاً عن السيد في إدارة المكتب ولو مؤقتاً لكني قلت بأني جئت إلى النجف للدرس والتدريس وهذه امور ادارية تحتاج إلى إداري ومتفرغ فلما طلب مني قمت بالعمل بصورة مؤقته ريثما يتهيأ الشخص المناسب ولكن بقيت في هذا المكتب اعمل بخدمة سماحة السيد الذي كان يوليني ثقة ويوليني محبة لا انساها ولي معه مواقف لعلي ابينها في مجال آخر(قده) وبقيت في إدارة المكتب بالاضافة إلى دروسي وادارة المكتبة وإدارة مدرسة دار الحكمة بعد ان انتقلنا من دار العلم وبقيت في المكتب إلى ان رحلت من النجف الاشرف وكان رحيلي مؤلماً لي لفراقهم وكذلك مؤلماً لهم لفراقهم لي.
ثم اني جئتُ إلى النجف الاشرف قلت في سنة ١٩٧٩ وخرجت من النجف سنة ١٩٩١ فالفاصل لعله اثنى عشر سنة في هذه الفترة اتحدث .
السيد الخوئي رحمه الله يمكن ان نقسم نشاطاته واهتماماته في هذا الموضوع من خلال نقاط:
النقطة الاولى: اهتمام الإمام بالخطباء والمبلغين هو اهتمام خاص كانت اهتماماته بالخطباء اهتمامات متميزة يحبهم ويقضي حوائجهم ويوصيهم بالتركيز على المناطق المهمة والحساسة والكلام الهادف علاقته(قده) مع سماحة الشيخ الوائلي علاقته مع اليعقوبي ومع السيد جواد شبر الذي كان الخطيب الثوري المعروف في العراق انا ادركته وهو يصلي في الصف الاول خلف الإمام الخوئي وهو الذي يقيم لـه صلاة الجماعة والسيد الخوئي يبدي له اهمتاما خاصاً لانه ناعية الحسين(ع) وحامل مبادئ أهل البيت(ع) التي يبعثها من خلال المنبر، فهذه النقطة الاولى اهتمامه بالخطباء وتشجيعهم ، وانا اذكر لما توفي السيد مرتضى النقشواني تأثر السيد الخوئي كثيراً لعلاقته القديمة معه لسنين متطاولة واقيمت لـه الفاتحة من قبل السيد الخوئي في مسجد الخضراء وكان السيد يحضر يومياً لمدة ثلاث أيام وعادة الفاتحة تختم بخطيب ودعوا خطيباً معيناً ولم يحضر وكنت مع الواقفين في الفاتحة فطلب اولاده وكذلك طلب السيد مجيد الخوئي طلبوا ان اصعد المنبر انا وانا تخوفت لان الوضع كان حساس جداً بما لهذه الكلمة من معنى فامتنعت واصرّ عليّ وأخذوا لي موافقة آنية من بعض المسؤولين الموجودين في الفاتحة وصعدت المنبر وهذه اول مرة اصعد على المنبر والامام الخوئي كان موجوداً اصلاً ما كان يعلم بأني اصعد المنبر وان كنت خطيباً مبتدأ ذلك الوقت، فتحدثت بمقدار عشرين دقيقة وحينما انتهى مجلس الفاتحة سأل الإمام احد اولاده ولعله السيد مجيد هل كان الخطيب الشيخ ابراهيم فقال له نعم السيد الخوئي أنه جيد، خطابته جيدة، ولمّا اخبروني بذلك كان هذا الكلام هو فتح امامي وتشجيع لهذا الخطيب الناشيء من هذا العملاق المرجع الاعلى، هذه النقطة الاولى تشجيعه للخطباء، وليس فقط الخطباء بل خدام الحسين وكذلك الرواديد كان يدعمهم مادياً ومعنوياً ويشجعهم ويستمع إلى قرائتهم وكاسيتاتهم.
النقطة الثانية: اهتمامه بالمجالس الحسينية ، اهتمامه ملفتاً للنظر حيث كان يقيم مأتماً في بيته أي في (برانيه) في كل اسبوع وان كان في الايام الاخيرة تركه لظروف خاصة وكذلك كان يحضر بعض المآتم مع كثرة اعماله واشغاله ومع كثرة اهتماماته بالامور الاخرى ومع ذلك كان يحضر بعض المجالس ويشارك فيها وكان لمشاركته اكبر الاثر في تشجيع اصحابها و تشجيع الناس على اقامتها بالاضافة إلى هذا انه كان يقيم مأتماً في شهر محرم واذكر في العشرة الاولى كان يقيم المأتم في مدرسة دار العلم وان اقيم سنة واحدة ولكن حدثت ظروف لمنعه المهم كان يعقد مجلس في العشرة الاولى وفي دار العلم عندما انشأت اقام مأتماً وهو الاول وكان متميزاً.
النقطة الثالثة: كان غزير الدمعة على الإمام الحسين(ع) وكان في بكائه ينحب ولم انس فيما كنت أراه والخطيب حينما يصعد المنبر فكان يبدأ بالبكاء حينما يبدأ اول كلمة في المصيبة يبكي بصوت مرتفع ويتفاعل ويلطم صدره فيما تبدأ مراسم اللطم وكان يرتدي اللباس الاسود في شهر محرم وصفر لمدة شهرين هو وافراد اسرته جميعاً والتابعين لـه ولعله بتوصية من سماحته.
اما عن علاقة السيد الخوئي(قدس سرّه) بالشعر وتفاعله معه فاقول:
للشعر في النجف رواج كبير واقبال كبير عند عامة الناس وعند علماء الدين بصورة خاصة والسيد الخوئي كان مولعاً بالشعر ولعه بالامور العلمية والفكرية والثقافية الاخرى كان يحفظ شعراً وكان يكتب شعراً هاتان خصيصتان حفظه للشعر وكتابته للشعر ونقده للشعر مثلا في فترة من حياته وجدت عنده اهتماماً كبيراً مثلاً توفي السيد آية الله السيد نصر الله المستنبط صهره توفي بظروف غامضة وفجع السيد برحيله لانه كان رجل عالم فاضل مجتهد مقدس تبنى عليه الامال واذكر ذهبت إلى الكوفة في الليلة الثانية من رحيل المستنبط للمبيت هناك في بيت السيد الخوئي وفهم السيد الخوئي بأني موجود في الكوفة فبدأ يكتب تاريخاً يؤرخ فيه وفاة السيد المستنبط والتاريخ يحتاج إلى جهد ومعاناة لانه حساب الحروف والارقام فيكتب مادة التاريخ وبعد أن يلاقي جهداً فيها يبعثها لي بيد ولده ويأتي بها لي ويقول له اعرضها على الشيخ ابراهيم ليراها وحينما يأتي بها لي انا اقول يمكن ان يكتب السيد افضل من هذه المادة فيخبره فيكتب تاريخاً اخر ويمضي إلى مدة ويأتي به لي ايضاً فأبدي رأيي فيه وقد يكون الرأي غير مقتنع ويرجع التاريخ إلى سماحة السيد وهكذا إلى الساعة الثانية ليلاً تقريباً حتى اخبرني ولده بان السيد ارهق وعليك ان تقول بان هذه المادة التاريخية مادة حسنة حتى ينام وفي الصباح يستعد اكثر وفعلاً اخبرته واضطجع السيد ثم استيقظ لصلاة الفجر وكتب مادة تأريخية رائعة اذكرها ـ ارخوا قد أُخذاـ أي كلمة (قد اخذا) هذه هي مادة التاريخ لان (قد) ١٠٤ وأُخذا (١٣٠٢) فيكون المجموع ١٤٠٦ وهي سنة وفاة السيد المستنبط رحمه الله وكانت مادة لطيفة ووفق هذا يتبين مدى اهتمامه في هذا الفن وفي الفترة الأخيرة من حياته قام بنظم أرجوزة وعمره قارب التسعين.
وكتب ارجوزة في فضائل الإمام علي(ع) وهذه الارجوزة تقرب من مئة وخمسين بيتاً ولي مع هذه الارجوزة خاطرة لطيفة حينما بدأ بكتابة الارجوزة انما ما كنت على علم بالموضوع وفي يوم من الايام كنت في مكتبنا دار العلم وجاء سبطه السيد مجتبى فقيه ايماني وكان قادماً من ايران إلى النجف الاشرف وصاني وقال لي ياشيخ ابراهيم اريد أن اقرأ لك شعراً قلت إقرأ فقرأ لي بعضاً من ابيات الارجوزة ولم يخبرني بانها للسيد ، قال لي ما هو رايك في هذا الشعرقلت له انه شعر اما انه من الشعر العالي فلا وحينما اقول انه شعر لان الارجوزة لايمكن ان تكون جداً قوية في شاعريتها باعتبار ان الارجوزة هي تضمين والتضمين عادة يحتاج إلى شعر يسيره النص فعندما أقول ان هذه ضعيفة ليس ضعفاً في شاعرية ابداً وانما هو متعارف انا عندي كذلك ارجوزة في حديث كربلاء تضمين مقتل الإمام الحسين لا ارى انها من الشعر العالي باعتبار انها أرجوزة تضمينية يتحكم بها النص وقلت له انه شعر ولم يخبرني بانها للسيد الخوئي(قدس سرّه) ذهب إلى سماحة السيد واخبره بانه عرض بعض هذه الابيات على الشيخ ابراهيم وبين له جوابي فكتب لي السيد أبياتاً وقال للسيد مجتبى خذها له فأتى في اليوم الثاني السيد مجتبى ومعه بيتان من الشعر
اني ابو القاسم لستُ شاعراً ولستُ بالنظم خبيراً ماهرا
لكن حب العترة المطهره دعى إلى امرٍ وربي يسره
لما اعطاني البيتين قلت له لماذا لم تخبرني ان الابيات للسيد الخوئي لعل الخجل يمنعني من التحدث معه هذا الحديث حياء منه قال لا السيد الخوئي(قدس سرّه) تقبل هذا الشعور بطمأنينة وارتياح وانا اعلم هذا منه للروح العالية التي يملكها ليس عنده روح ضيقة ابداً فكتبت له بيتين جواباً له (قدس سرّه)
انت ابو القاسم في الشعر وفي كل العلوم بارز غير خفي
في الفقه والاصول والتفسير ليس لكم في الناس من نظير
ارسل له البيتين وجئت ليلاً إلى المكتب فناداني السيد الخوئي جئت بخدمته وهو يضحك قال أحسنت ولكنك شبهت شعري في الفقه والاصول ام شبهت الفقه والاصول بشعري ، بابتسامة رائعة قالها لي وانا قلت له سيدنا أنت في كل فن مبدع وليس لكم في الناس من نظير وهناك خاطرة أخرى لا انساها.
طلب مني في ايام الغزو العراقي للكويت وكان الظرف قاسياً جداً وكان البرق غير موجود وكان يأتي في ليلة إلى المكتب في النجف وليلة يبقى في الكوفة لم يخرج من البيت فقال لي يابني في ليلة لاني لا اخرج من الكوفة احب ان تأتي انت ومعك شخص اخر عنده ذوق شعري واقرأ عليه الارجوزة بيتاً بيتاً واذاعنده ملاحظات وتغييرات نتعاون وهذا ان دل على شيء انما يدل على روح عالية عند مرجع في التسعينات من عمره مرجع لم يأت الزمان بمثله أستاذ الحوزات العلمية فقلت له سيدنا انا رهن الاشارة وانا بخدمتكم وطلبت من احد الاصدقاء وكان الشيخ محمد حسين الانصاري وكان عنده ذوق ادبي وكان شاعراً وكنا نذهب إلى الكوفة ونجلس بخدمته وكانت عنده من احلى الجلسات بحيث لا يمنعه مانع من السهر معنا إلى ساعة متأخرة ولكن نحن رفقاً بالشيخ الكبير وسلامة على راحته كنا ننصرف مبكراً وأمنيته ان نبقى فكان يقرأ بيتاً بيتاً من الارجوزة ثم نحن مع كل بيت نبدي وجهة نظر ان كان البيت الشعري قوياً او كان استبدال كلمة بكلمة وبعض الأحيان نختلف في وجهة النظر انا والشيخ محمد حسين الانصاري فأنا لي رأي والشيخ محمد حسين الانصاري له رأي حتى أتى على تمام الارجوزة وان كان السيد الخوئي يرى ان النبي(ص) قد رفع الإمام علي(ع) رفعه عن المكان الذي كان واقفاً عليه لم يرفع يديه وبان بياض ابطيه بل رفع الإمام علي كنت اقول سيدنا الروايات تقول انه قد رفع يده يقول لا بل رفعه كله المهم أكمل الارجوزة ثم سلمها لي لاخرج مصادرها وبقيت عندي مدة طويلة من الزمن خرجت مصادرها وأعطيت الكتاب وسلمته لسماحة السيد مهدي الخرسان على ان يتأكد من تخريج المصادر ويشرحها وهي الان في طريقها إلى الطبع، فالسيد الخوئي رحمه الله كان بالاضافة لشعره الارجوزي في أهل البيت(ع) له شعر آخر وعنده تاريخ والتأريخ صعب جداً ومع ذلك كان يتعاطاه.
واذكر حينما توفيت زوجته والدة السيد صاحب والسيد محمد تقي بعد وفاة زوجته الكبرى والدة السيد جمال بأشهر ـ أي ماتتا في سنة واحدة ـ فزوجته الثانية والدة السيد محمد تقي توفيت بعد والدة السيد جمال باشهر فنظم تأريخ لوفاتهما كلمة (حزنُها) هذه هي مادة التاريخ ١٤٠٦ وقال يابني كتبت تاريخاً لوفاتهما هو كلمة (حزنها) واريد منك ان تكتب أبياتاً تبين ان والدة السيد عبد الصاحب والسيد محمد تقي قد دخلت إلى الجنة واستقبلتها والدة السيد جمال وهذه فكرة جميلة عند الشعراء وبما ان القافية فيها شيء من الصعوبة (حزنها) وانا اخذت التاريخ وفي اليوم الثاني جئت له بابيات استحسنها كثيراً وكان(قدس سرّه) يروى دائماً ابيات ارجوزة استاذه الشيخ محمد حسين الكسمائي الاصفهاني وكان معجباً بهذه الابيات وكان يردد هذا البيت بتأثر حينما يقول
وجاوزوا لحدَّ بلطم الخد شلت يد الطغيان والتحدي
في حق الزهراء سلام الله عليها وكان يقرأه متأثراً ومتألما ومنكراً رحمه الله تعالى